الإثنين, فبراير 3, 2025
الرئيسيةأخبار متنوعةعن كنيسة الساعة ………..
أخبار متنوعة

عن كنيسة الساعة ………..

عن كنيسة الساعة …………………….

بقلم الصديق مثنی ادريس حديد

اِرتفع برج الساعة فوق بيعة الاباء الدومنكان بالموصل في 1882 وقد سمحت السلطات العثمانية بذلك تقديراً للخدمات الطبية والانسانية التي قدمها الاباء للبلد وخصوصاً فيما يُعرف – بِسنة الليرة – 1879 – حيثُ اجتاحت المجاعة الموصل وفتكَ التيفو بالناس فقد قدموا العلاج للناس مجاناً ٬ ولذلك كافٱتهم الدولة الفرنسية بٱسم الملكة – اوجيني – زوجة نابليون الثالث بٱن ارسلت لهم ساعة دقاقة كبيرة ذات اربع اوجه ٬ فٱقاموا للساعةِ بُرجاً ارتفاعهُ 27 م ٬وقد صَمتت هذهِ الساعة عن العمل بعد 100 سنة بتاثير الهرم والشيخوخة خصوصاً بعدَ ان غادر الموصل مُراقبها والساهر عليها الاب الفرنسي – توما كوسماو – سنة 1985 والذي عاش في الموصل اكثر من نصف قرن مُتخذا اياها وطناً ثانياٌ وتوفي في فرنسا سنة 1991 فلم يَعُد هُناك مَن يُحسن نصبها والعناية بها . وقد كانَ للساعة اهمية كبيرة في اول ايامها اواخر القرن التاسع عشر ٬ فقد خصصوا لها عامل خاص يقوم بنصبها وكم كانَ فخوراً بذلك ٬ حيثُ انَ والدتهُ حينما ذهبت لِتخطب لهُ اِحدی بنات الذوات ٬ قيلَ لها ماهوَ عمل ابنكِ ؟ فاجابت بِكل فخر واعتزاز : اِنهُ ينصب ساعة بيت ( الباتري ) ٬ وبيت الباتري هوَ اسم دير الاباء الدومنكان : اي بيت الاباء باللغة الايطالية وبِهذا الاسم عُرفوا في الموصل ٬ وكانت للساعة اهمية كبيرة في تنبيه الناس الی وقت الصلاة . هذا ماكتبهُ الاستاذ ( بهنام سليم حبابة ) في مؤلفهِ الرائع

عن الاباء الدومنيكان وجهودهم في الموصل . اقول : وكم كانت لي ذكريات جميلة في مكتبة هذهِ الكنيسة خصوصاً في عهد تولي شؤون الكنيسة مِن قِبل الأب المحترم ـ نجيب ـ حيث كنت أتردد كثيراً علی تِلك المكتبة بِحكمِ عشقي للكتب ، وقرب سكني مِن منطقة الساعة الجميلة ، كنت أری باب ألكنيسة مُشرعاً ، وما أن أنزل الدرج الذي يلي الباب ، حتی تكون غرفة الاستعلامات عن يساري ، والمكتبة تكون علی اليمين ، وفورَ دخولي الی المكتبة ، يُقابلني ذاك الوجه الصبوح البشوش ، وجه الماسير ـ ساجدة ـ وقد كانت ـ رحمها الله ـ مسؤلة المكتبة ، وكم كان تعاملها تعاملاً إنسانياً بحت ، ولطالما سهلت لي الحصول علی الاصدارات الحديثة مِن الكتب ، وكانت تتساهل باسعار البيع وتقول بالحرف الواحد ( إن غايتنا مِن فتح المكتبة ، هو تشجيع المطالعة وليس الربح المادي ، لقد كانت تلك المكتبة ، تزخر بأحدث الكتب مِن مطبوعات بيروت ، إضافة إلی تلك المطبوعات القديمة التي طبعتها مطبعة دير الاباء الدومنيكان ، والتي كانت تُباع بسعرٍ مقبول معتدل ، ولازلت احتفظ بكتبٍ إشتريتها مثل كتاب : مزامير داؤود النبي ، وكتاب سيرة مار افرام السرياني ، وكتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية للعلامة ـ اقليمس يوسف داؤد الموصلي ـ مطران دمشق ،، والأن ، حينَ أمر بالقرب مِن تلك الكنيسة وهيَ خاويةً علی عروشها ، وقد أصابها التدمير والخراب ، لااتمالك نفسي ، ولا أشعر إلا ودمعة حارقة ، تشق طريقها علی خدي ، وأنا اتذكر تلك المكتبة ، ومسؤلتها الماسير ـ ساجدة ـ لِروحها السلام أبد الأبديين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *