الخميس, نوفمبر 21, 2024
Homeأخبار الاذاعةالبابا فرنسيس: لا يكفي أن نقبل الدعوة لكي نتبع الرب، وإنما من الضروري أن نكون مستعدّين للقيام بمسيرة ارتداد تغيِّر القلب
أخبار الاذاعة

البابا فرنسيس: لا يكفي أن نقبل الدعوة لكي نتبع الرب، وإنما من الضروري أن نكون مستعدّين للقيام بمسيرة ارتداد تغيِّر القلب

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد 11/10/2020 صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها برواية مثل وليمة العرس التي يقدّمها لنا إنجيل اليوم يحدّد يسوع المشروع الذي تصوّره الله للبشريّة. إن الملك الذي “أَقامَ وَليمَةً في عُرسِ ابنِه” هو صورة للآب الذي أعدَّ للعائلة البشرية بأسرها وليمة رائعة من الحب والشركة حول ابنه الوحيد. يرسل الملك مرتين عبيده لِيَدعوا المَدعُوِّينَ، لكنهم يرفضون، لأن لديهم أشياء أخرى يفكرون بها: الحقول والأعمال. غالبًا ما نضع اهتماماتنا وأمورنا المادية أمام الرب الذي يدعونا. لكن الملك في المثل لا يريد أن تبقى القاعة فارغة، لأنه يرغب في أن يقدّم كنوز مملكته. ولذلك قال لعبيده: “اذهَبوا إِلى مَفارِقِ الطُّرُق، وَادعوا إِلى العُرسِ كُلَّ مَن تَجِدونَهُ”. هكذا يتصرّف الله عندما يتمُّ رفضه وبدل أن يستسلم يعود ويدعو جميع الذين هم على مفارق الطرق بدون استثناء أحد.

تابع الأب الأقدس يقول يشير المصطلح الأصلي الذي استخدمه الإنجيلي متى إلى حدود الطرق، أي تلك النقاط التي تنتهي فيها شوارع المدينة والمسارات المؤدية إلى منطقة الريف، خارج المدينة، حيث الحياة غير مستقرة. إلى بشريّة مفارق الطرق هذه، أرسل الملك في المثل عبيده، في يقين العثور على أشخاص على استعداد للجلوس على مائدته. وهكذا امتلأت قاعة الوليمة بـ “المستبعدين والمهمّشين”، أولئك الذين لم يبدوا أبدًا جديرين بحضور حفلة أو وليمة عرس. إنَّ الكنيسة مدعوة لبلوغ مفارق طرق اليوم، أي الضواحي الجغرافية والوجودية للبشرية، تلك الأماكن الهامشيّة، وتلك المواقف التي يقيم فيها أشلاء بشرية بلا رجاء. يتعلّق الأمر بعدم الاكتفاء بالطرق المريحة والمعتادة للبشارة ولشهادة المحبة، وإنما بفتح أبواب قلوبنا وجماعاتنا للجميع، لأن الإنجيل ليس محفوظًا لقلة مختارة. حتى المهمشين، وكذلك الذين يرفضهم المجتمع ويحتقرهم، يعتبرهم الله أهلًا لمحبته، وهو يعدّ وليمته للجميع: أبرار وخطأة، صالحون وأشرار، أذكياء وغير مثقّفين.

ولكنّه أضاف الحبر الأعظم يقول يضع شرطا: ارتداء ثوب العرس. ونعود إلى المثل. عندما امتلأت القاعة، وصل الملك وحيا ضيوف الساعة الأخيرة، لكنه رأى أحدهم لَيسَ عَلَيهِ ثَوبُ العُرس، ذلك المعطف الذي يحصل عليه كل ضيف كهدية عند المدخل. هذا الرجل، وإذ رفض الهبة المجانية، استبعد نفسه: لذلك لا يمكن للملك إلا أن يطرده. لقد قبل هذا الرجل الدعوة، لكنه قرر بعد ذلك أنها لا تعني شيئًا بالنسبة له: لقد كان شخصًا مكتفيًا بذاته، ولم يكن لديه أيّة رغبة في التغيير. إنَّ ثوب العرس يرمز إلى الرحمة التي يمنحنا الله إياها مجانًا. لا يكفي أن نقبل الدعوة لكي نتبع الرب، وإنما من الضروري أن نكون مستعدّين للقيام بمسيرة ارتداد تغيِّر القلب. إن ثوب الرحمة الذي يقدمه الله لنا بلا انقطاع هو عطيّة مجانية من محبته، إنه نعمة. ويتطلب أن نقبله بدهشة وفرح.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم الكليّة القداسة لكي نتشبّه بعبيد هذا المثل فنخرج من مخططاتنا ووجهات نظرنا الضيقة، لكي نعلن للجميع أن الرب يدعونا إلى وليمته، لكي يقدم لنا النعمة التي تخلّصنا.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أود أن أعبر عن قربي من السكان المتضررين من الحرائق التي تدمر العديد من مناطق الأرض، وكذلك من المتطوعين ورجال الإطفاء الذين يخاطرون بحياتهم لإطفاء الحرائق. أفكر في الساحل الغربي للولايات المتحدة، وخاصة بكاليفورنيا، وأفكر أيضًا في المناطق الوسطى من أمريكا الجنوبية، ومنطقة بانتانال، والباراغواي، وضفاف نهر بارانا، والأرجنتين … إن العديد من الحرائق قد سببها الجفاف المستمر، ولكن هناك ايضًا تلك التي سببها الإنسان. ليعضد الرب جميع الذين يعانون من عواقب هذه الكوارث ويجعلنا حريصين على الحفاظ على الخليقة.

تابع الأب الاقدس يقول أقدر الاتفاق على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان لأسباب إنسانية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام جوهري. بالرغم من أن الهدنة تبدو هشة، إلا أنني أشجع على استئنافها وأعبر عن مشاركتي في الألم بسبب الخسائر في الأرواح البشريّة والمعاناة ودمار المنازل وأماكن العبادة. أصلي وأدعوكم للصلاة من أجل الضحايا ومن أجل جميع الذين تتعرض حياتهم للخطر.

أضاف الحبر الأعظم يقول لقد تمَّ أمس، في أسيزي، إعلان تطويب كارلو أكوتيس، صبي يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا ومغرم بالإفخارستيا. لم يستقر في حالة من الجمود المريح، بل فهم احتياجات عصره، لأنه كان يرى وجه المسيح في الأشخاص الأشد ضعفًا. وتشير شهادته لشباب اليوم إلى أن السعادة الحقيقية تكمن في وضع الله في المرتبة الأولى وخدمته في الإخوة، ولاسيما الأخيرين.

منقول من موقع راديو الفاتيكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *