“إذا أردنا أن نكون تلاميذ يسوع، فنحن مدعوون إلى الاقتداء به، ولكي نبذل حياتنا دون تحفظ محبة بالله والقريب” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال يرتبط إنجيل هذا الأحد بإنجيل الأحد الماضي. فبعد أن أعلن بطرس باسم التلاميذ الإيمان بيسوع كالمسيح وابن الله، بدأ يسوع يخبرهم عن آلامه. وعلى الطريق نحو أورشليم شرح يسوع لأصدقائه ما ينتظره في النهاية في المدينة المقدّسة: أعلن سرّ موته وقيامته، هوانه ومجده. ويقول إنّه عليه أن “يُعانِيَ آلامًا شَديدة مِنَ الشُّيوخِ والأَحبار والكَتَبَة، ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث”. لكن كلماته لم تُفهم لأن إيمان التلاميذ لم يكن قد نضج وكان متعلِّقًا جدًّا بذهنيّة هذا العالم.
تابع الأب الأقدس يقول إزاء احتمال أن يفشل يسوع ويموت على الصليب، تمرد بطرس وقال له: “حاشَ لَكَ، يا رَبّ! لَن يُصيبَكَ هَذا!”. هو يؤمن بيسوع ويريد أن يتبعه ولكنّه لا يقبل بأن يعبر مجده من خلال الآلام. بالنسبة لبطرس وللتلاميذ الآخرين – ولكن بالنسبة لنا نحن أيضًا – الصليب هو عار، بينما كان يسوع يعتبر عارًا الهروب من الصليب الذي يعني التخلّي عن مشيئة الآب والرسالة التي أوكلت إليه من أجل خلاصنا. لذلك أجاب يسوع بطرس: “إِذهَب عَنّي، يا شَيطان! فَأَنتَ لي حَجَرُ عَثرَة، لِأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بَل أَفكارُ البَشَر”.
أضاف البابا فرنسيس يقول عندها أضاف يسوع أيضًا: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليَزهَد في نَفسِه ويَحمِل صليبَه ويَتبَعني”. بهذه الطريقة أشار إلى درب التلميذ الحقيقي، مظهرًا موقفين. الأول التخلّي عن الذات الذي لا يعني تغييرًا سطحيًّا، وإنما ارتداد وقلبٌ للقيم. أما الموقف الآخر فهو أن يحمل المرء صليبه. إنها ليست مجرد مسألة تحمل الضيقات اليومية بصبر، ولكن تحمل بإيمان ومسؤولية ذلك الجزء من التعب والمعاناة اللذين يتطلبهما الكفاح ضد الشر.
تابع الحبر الأعظم يقول هكذا يصبح التزام “حمل الصليب” مشاركة مع المسيح في خلاص العالم. وإذ نفكّر في هذا الأمر، لنتأكد من أن الصليب المعلق على جدار البيت، أو الصليب الصغير الذي نحمله حول أعناقنا، هو علامة على رغبتنا في الاتحاد بالمسيح في خدمة إخوتنا بمحبة، ولاسيما الأصغر والأشدّ هشاشة. الصليب هو علامة مقدسة لمحبة الله وتضحية المسيح، ولا ينبغي تحويله إلى مجرّد شيء خرافي أو قلادة للزينة. لنفكّر في كل مرة نحدق فيها نظرنا على صورة المسيح المصلوب أنه، كعبد حقيقي للرب، قد تمم رسالته باذلاً حياته، وسفك دمه لمغفرة الخطايا. وبالتالي، إذا أردنا أن نكون تلاميذه، فنحن مدعوون إلى الاقتداء به، ولكي نبذل حياتنا دون تحفظ محبة بالله والقريب.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، التي اتحدت مع ابنها وصولاً إلى الجلجلة، لكي لا نتراجع إزاء المحن والآلام التي تتطلّبها منا جميعًا الشهادة للإنجيل.
منقول من موقع راديو الفاتيكان