الخميس, نوفمبر 21, 2024
Homeأخبار الاذاعةالمسيرة السينودسية في ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك(تقديم السينودس)
أخبار الاذاعة

المسيرة السينودسية في ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك(تقديم السينودس)

تقديم السينودس

كتابة: لجنة الإعداد للمرحلة الأبرشيةلسينودس 2021-2023

في 7 آذار 2020 أعلن البابا فرنسيس انعقاد الدورة السادسة عشرة لسينودس الاساقفة العام الذي حدد تاريخه في تشرين الأول 2022 غير ان بسبب التغيرات التي أحدثتها الجائحة أرجئت إلى تشرين الأول 2023، وليتسنى الوقت الكافي لإعداده.

عودة إلى الماضي: بعد انتخاب الكاردينال بيركوليو بابا روما مُتخِذا اسم بابا فرنسيس، القى قداسته، في 13 من آذار 3013، كلمة ذكر فيها ما يلي: «… والآن نبدأ هذه المسيرة: اسقف وشعب. مسيرة كنيسة روما التي تترأس جميع الكنائس بالمحبة. مسيرة الاخوّة، والمحبة والثقة مع بعضنا البعض». البابا يستعمل ثلاث مرات كلمة مسيرة. التي هي في جذر كلمة سينودس. الكلمة “سينودس” هي مكوّنة من كلمتين يونانيتين: (σύν) التي تعني (معًا) و (ὁδός) التي تعني الطريق. بهتين الكلمتين: السير ومعا، تتجسد رسالة الجماعة المسيحية بالسير معا بحسب إرادة الرب وبتوجيه الروح القدس. البابا فرنسيس يكشف عن نمط الكنيسة التي يأمل ان تكون في الالفية الثالثة. فالكنيسة هي مرادفة لكلمة سينودس (يوحنا الذهبي الفم)، بهذا نستنتج بأن السينودس ليس امر شخصي أو يتعلق بمنصب معين، فالمُعمّدين هم معنيون أيضا. وفكرة السير معا (سينودس) هي موجودة في المجمع الفاتيكاني الثاني (نور الامم 12)، إذ بالتعبير “حس الايمان” الذي يمتلكه المُعمّدين يجعل الكنيسة تسير بطُمأنينة في العالم.

إذا، فإن دعوة قداسة البابا للسير معا هي للتجديد الكنيسة وجعلها تعود إلى معناها الأولي: وكان جميع الذين آمنوا جماعة واحدة، يجعلون كلّ شيء مشتركا … يلازمون الهيكل بقلبٍ واحد … بابتهاج وسلامة القلب (اعمال 2: 44-46).

لا زلنا لا نعرِف الطريق، الطريق نصنعه سائرين معا. فغاية هذه النهضة الفرنسيسية (نسبة إلى البابا فرنسيس) هي ان تتعلم الكنيسة كيف تجعل من جميع المؤمنين أعضاءً في السينودس بمعنى المشاركة؛ أن يتعلم الاكليروس، اساقفة، كهنة والرهبان والراهبات واللاهوتيون المؤمنين، كيف يُصغي الواحد للآخر. الجميع لديهم وسائل للإصغاء، وهي الآذان، لكن لأجل تفعيلها فهم بحاجة إلى همسات الروح القدس وإرشاداته. السينودسية تُصبح، بالنتيجة، اسلوب عمل ونهج في حياة الجماعة الخورنية والأبرشية. إن كان الاسقف على رأس الجماعة، يقودها ويوجهها في الطريق الصحيح سائرا هو في المُقدمة، فإنه من واجبه أيضا ان يكون في الوسط وفي المؤخّرة. في الوسط ليُشجّع ويُنشّط الجماعة، وفي الأخير ليُقوّي الضعيف في سيره ويُعيد الذي فقده إلى السير الصحيح.

يدعو البابا فرنسيس إلى فتح جميع ابواب الكنيسة لإستقبال كل قاصد وللإصغاء إلى كل مؤمن، ليس لمن يرتاد الكنيسة او لمن نستسيغ آرائه فقط او لمن يوافقنا في الرأي بل لنُصغي إلى الجميع خصوصا المُهمشين منهم. فالمعنيين إذا بالمسيرة السينودسية هم الجميع دون استثناء. مِن هنا تأتي الدعوة للجميع إلى المُساهمة في هذه المسيرة. لا تحتاج هذه المسيرة إلى ذكاء مُتميّز بل انها تحتاج إلى ذهن مُنفتح وقلبٌ رحِب مِن قِبَل الجميع.

 كان قد استهلّ البابا فرنسيس المسيرة السينودسية في القداس الافتتاحي الذي احتفل به في 10 تشرين الأول (تشرين الأول) 2021، سيتناول موضوع السينودس السينودسية ذاتها إذ ان الكنيسة بأجمعها سوف تكون في طريق النضوج في هذا الموضوع. لن يُقام في الفاتيكان فحسب، بل في كل رعية خاصة في القارات الخمس. إنها المرة الأولى في تاريخ هذه المؤسسة التي يُعقد فيها السينودس بطريقة لامركزية. تأتي المسيرة السينودسية في مسار مدته ثلاث سنوات مقسمة إلى ثلاث مراحل تتميز بالاستماع للجميع وتمييز الآراء والاستشارة.

– تتعلق المرحلة الأولى (تشرين الأول 2021 – نيسان 2022) بالكنائس الأبرشية الفردية. هذه المرحلة هي بحد ذاتها سينودس وليست مجرد التهيئة للسينودس. الصدق، الاندفاع، الإبداع / استشارة المؤمنين. الكنيسة في بنيتها هي سينودسية. الآراء والأفكار المكتوبة سوف تُلخّص وتُرفَع للمناقشة في المرحلة اللاحقة.

– المرحلة التالية، هي المرحلة القارية (ايلول 2022 – آذار 2023)، هو الحوار حول نص أول وثيقة عمل.

– المرحلة الأخيرة من الرحلة المجمعية هي الكنيسة الجامعة (تشرين الأول 2023). وتتمثل المرحلة الأساسية في هذه العملية في الاحتفال بالجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، في تشرين الأول 2023، والتي ستتبعها مرحلة التنفيذ، والتي ستشمل أيضًا كنائس معينة.

العمل الاكثر أهمية يكون في الرعايا والمجاميع والأخويات الكنسية. التركيز يكون على أبناء الرعية وقدر الإمكان جذب الأشخاص البعيدين عن الكنيسة.

يكون من المفيد جدا إعداد: لقاءات صلاة، رياضات روحية، مخيمات تُركز على موضوع السير معا ككنيسة مجمعية.

لتسهيل هذه المهمة فإن الوثيقة التحضيرية، التي تجدونها في موقع اللجنة المركزية في الأبرشية وموقع الاذاعة ومواقع أخرى، تطرح بعض الاسئلة مع بعض الإرشادات. السؤال الأساسي هو: الكنيسة السينودُسيّة التي تعلن الإنجيل “لسير معًا” كيف يتحقّق هذا “السير معًا” اليوم في كنيستنا الخاصّة؟ ما هي الخطوات التي  يدعونا الروح إلى اتّخاذها للنموّ في “سيرنا معًا”؟

عشرة افكار مركزية تساعدنا في العمل:

1- رُفقاء في الطريق: عندما نقول كنيسة، من الذي ينتمي إليها؟

2- الإصغاء: يتطلب ان يكون لنا ذهن وقلب مُنفتح.

3- التحدّث: كيف نُعزّز داخل الجماعة والمؤسسة اسلوب التواصل الحر والحقيقي بدون ازدواجية وانتهازية؟

4- الاحتفال: كيف توجه الصلاة والاحتفال الليتورجي بشكل فعال “السير معا”؟

5- المسؤولية المشتركة في الرسالة: كيف يكون لكل مُعمّذ دور في الرسالة؟

6- الحوار في الكنيسة والمجتمع: ما هي أماكن وطرق الحوار داخل كنيستنا الخاصة؟ كيف يتم التعامل مع اختلافات الرؤية ومع الصراعات ومع الصعوبات؟

7- مع الطوائف المسيحية الأخرى: الحوار مع الطوائف الأخرى المتحدين معهم بمعمودية واحدة.

8- السلطة والمشاركة: كيف تُمارَس السلطة داخل كنيستنا الخاصّة؟ ما هي ممارسات العمل الجماعيّ والمسؤوليّة المشتركة؟

9- التمييز واتخاذ القرار: ما هي الإجراءات وما هي أساليب التمييز التي توصلنا لإتخاذ القرارات؟

10- التنشئة على السينودسية: روحانيّة السير معًا مدعوّة لتصبح مبدأ تربويًّا لتنشئة الإنسان والمسيحيّ والعائلات والجماعات. كيف نربّي الأشخاص، وخاصّة أولئك الذين يشغلون مناصب المسؤوليّة داخل الجماعة المسيحيّة، لجعلهم أكثر قدرة علىالسير معًا” والاستماع إلى بعضهم البعض والحوار؟

                                                                                الأب جورج جحولا

بغديدا، 7 كانون الثاني 2022