تصادف اليوم الجمعة ( 6 كانون الاول ) عيد القديسة بربارة ، وفيه يحتفل اهلنا في قصبة كرمليس وبرطلة وبغديدا وقرانا الاخرى بهذه المناسبة ، حيث يزوروا الكنيسة التي تحمل اسم القديسة في كرمليس للتبرك وحضور القداس .
يقع دير القديسة بربارة على ارتفاع 293 متر على مدخل مدينة كرمليس ، قد تكون التلة التي بُني عليها الدير موقع قصر الحاكم وابنته الشهيدة و الذي يضم الان قبر الشهيدة الشابة و ديرها الاشهر
دمر نادر شاه قبر القديسة بربارة وسرق الذهب الذي وجده هناك مما أدى لإزالة النقوش الكتابية الموجودة عليه. بني قبر القديسة بربارة ثانية في عام 1766، ثم الكنيسة في عام 1797، بعد 54 عاما من غارات نادر شاه . قد يكون قبر القديسة بربارة الرخامي أيضا قبر جوليانا، خادمتها وشقيقتها في الإيمان ، و بعدها تم ترميم دير وضريح القديسة بربارة في عام 1997 .
بعد دخول عصابات داعش الى المنطقة 2014 تعرضت الكنيسة ايضا الى تدمير وسرقة بعض اللقى الثمينة فيها اضافة الى حف نفق يمتد من داخل احدى غرفها الى قمة التلة لاغراض الرصد والتخفي من الغارات الجوية .
ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميدية” ، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها “ديوسقورس”الوثني المتعصب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش ، والجاه، وقساوة القلب ، وبكرهه للمسيحية ،
أما وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق ، لطيفة ومتواضعة ، تحب الناس كافة ماتت والدتها وهي صغيرة ، فأقام والدها حرسا على بربارة لتبقى في القصر من شدة خوفه عليها
ورتبت العناية الألهية أن تكون في القصر خادمة مسيحية أرشدت بربارة لعالم مسيحي يدعى أوريجانوس ليرد على كل تساؤلاتها
فأرسلت إليه بربارة وكشف عن كل أفكارها ثم أرشدها وأرسل لها رسالة قيمة بها تعاليم عن العقيدة المسيحية وناولها وعندئذ نذرت نفسها للمسيح كراهبة لعريسها السماوي. كل ذلك دون أن يعرف والدها شئ عن اعتناقها المسيحية ونذرها
فوجئ والدها بتغير كبير جداً من حيث زهدها في الملابس وطريقة كلامها
ولكن بعد فترة، لاحظ ابنته بربارة قد حطمت أصنامه فهاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضربا وتجريحا ولكنها هربت من أمام وجهه ، وبعد أيام فاتحها ثانية بأمر تزويجها من شاب وثني ، فرفضت معلنة له بأنها قد وهبت نفسها للرب يسوع ، فخر ج عن طوره وكاد أن يفتك بها معتبرا كلامها إهانة له ولدينه الوثني ، استشاط غيظاً وغضباً وحقداً، وأمر بضربها وتعذيبها وجلدها بأمشاط كالسكاكين، وقادها عارية أمام الجماهير، وهي مثخنة بالجراحولكنها، ولشدة ايمانها بالمسيح طلبت من الطفل يسوع أن يقويّها ويستر لها عريها حتى لا يهزأ الناس منها. وللحال ألبستها الملائكة السماوية حلّة بيضاء وداوى يسوع جراحاتها. وعندما رآها الحاكم والناس من حوله، كيف بدت وهي ترتدي الحلّة البيضاء البهية وقد شفيت جراحاتها، تعجبوا كثيراً مما شاهدوه، وهنا استشاط الحاكم غضبا وغيظا، فأمر بقطع رأسها
فقادها أبوها إلى خارج المدينة، وعندما وصل إلى قمة الهضبة، جثت بربارة على الأرض، وضمت يديها إلى صدرها على شكل صليب، وحنت رأسها. فتناول أبوها الفأس وقطع به رقبتها.
كتابة : نمرود قاشا