ثانوية كلية بغداد …. بوابة التعايش العراقي منذ الثلاثينات
كلية بغداد ، على ضفاف دجلة، في شارع الأخطل الرابط بين منطقتي الأعظمية والكريعات، على الضفة الشرقية من نهر دجلة، كانت تلك الأرض هي قصر رشيد باشا الزهاوي، ثم استقرّ فيه الحاكم السياسي الإنكليزي ، تقع واحدة من أهم المدارس الثانوية في العراق والوطن العربي، إنها ثانوية كلية بغداد التي تأسست عام 1932 على يد الآباء اليسوعيين الأمريكيين، وتضم خمس بنايات بطابقين، ومازالت المدرسة تحتفظ ببنائها الذي لم تجر عليه أية إضافات .
في عام 1929م وبعد طلب من بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد وبتوجيه من البابا بيوس الحادي عشر فإن مجموعة مكونة من أربعة آباء يسوعيين أمريكيين وصلوا إلى بغداد وأسسوا كلية بغداد كمدرسة ثانوية للبنين. المدرسة كانت تحتوي على كادر من الآباء من مقاطعة نيو أنكلاند اليسوعية
بينما رحب مسيحيو بغداد بمجيء اليسوعيين، المسلمين كانوا في البداية مشككين من اتجاهاتهم. ولكن، لاحقاً قام المسلمون بمدح هذه المؤسسة حيث أصبح من الواضح أن مهمة اليسوعيين كانت لإغناء التعليم، وليس لتحويل المسلمين عن ديانتهم. الثقة كبرت في اليسوعيين في كلية بغداد حيث كانوا يحتفلون بالأعياد المسيحية والمسلمة في ديار طلابهم .
خلال الخمسينيات، كانت تشكيلة كلية بغداد الطلابية تحتوي على 50% من المسلمين، 35% من المسيحيين الكاثوليك، و 15% من المسيحيين الأرثودوكس. وقبل خروج اليهود من العراق بين عامي 1948 و 1951، شكّل اليهود نسبة ملحوظة من التشكيلة الطلابية. وبمرور الوقت، كبر حرم الكلية ليضم تسعة بنايات كبيرة، من ضمنها مدرسة داخلية، مكتبة، ومختبرات
عاشت كلية بغداد بعد العام 2003 ظروفاً صعبة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، وتعرضت إلى تهديدات أدت إلى إغلاقها، ونقل طلبتها إلى مدرسة المتميزين في شارع فلسطين، لكن التضارب حصل لكون طلبة ثانوية كلية بغداد يدرسون “الأحياء والكيمياء والرياضيات” باللغة الانجليزية بينما مدارس المتميزين تدرّس طلابها باللغة العربية، ولهذا اضطر طلبة كلية بغداد للعودة إلى ثانويتهم وتحمل الظروف الأمنية التي تشهدها منطقتهم