الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
الرئيسيةأخبار الاذاعةجولة على الاماكن التي سوف يزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق
أخبار الاذاعة

جولة على الاماكن التي سوف يزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق

( 2. زيارة النجف الاشرف – لقاء مع سماحة السيد السيستاني)

كتابة: نمرود قاشا

المحطة الثانية لزيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق، ستكون الى محافظة النجف الاشرف يوم السبت الموافق السادس من اذار، حيث سيلتقي اية الله علي السيستاني، وبالنظر لأهمية هذه المدينة وما تمثله من رموز فقد اوفد قداسة البابا وفدا يرأسه رئيس الاساقفة “ميتيا ليسكوفار” للتمهيد للزيارة التاريخية التي سيجريها للمدينة ولقاءه سماحة السيد السيستاني يوم الخميس 11 شباط، وأكد الوفد إن هذا اللقاء سيكون تاريخيا لذلك لابد من الإعداد له جيدا، كما نقل الوفد عن بابا الفاتيكان قوله: متشوق لزيارة العراق والنجف تحديدا ولقاء المرجع السيستاني، كذلك زار ممثل بابا الفاتيكان العتبة العلوية ومرقد الإمام علي عليه السلام، حيث عبر عن احترامه وتقديره لهذا المكان المقدس وأهميته الإنسانية.

وسيلتقي خلال زيارته للنجف سماحة السيد علي السيستاني، وهو المرجع الاعلى للشيعة في العراق، عرف بمواقفه المعتدلة، ودوره في تشكيل النظام الجديد في العراق من خلال دعوته إلى الانتخابات، وتشكيل برلمان عراقي منتخب، وكتابة دستور للعراق، يحفظ حقوق جميع العراقيين، ويحافظ على وحدة وسيادة العراق، ويحاول اخراج المحتل من أرضه. عرف بدعوته إلى الوحدة بين المسلمين، وهو صاحب المقولة المشهورة: (لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا).

ولما تمثله المدينة من قيم تاريخية ودينية وانسانية نوضح الاتي: محافظة النجف إحدى المحافظات العراقية، تقع على الهضبة الغربية من العراق، ويحدها كل من كربلاء وبابل والديوانية والمثنى والأنبار والمملكة العربية. برزت مدينة النجف كواحدة من أشهر المدن الحضارية، واكتسبت اهميتها التاريخية والدينية عبر الزمن من احتضان ثراها رفات الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وقد لعبت دوراً حضارياً في تاريخ العراق والعالم الإسلامي، وكانت ولا تزال مركزاً للإشعاع الحضاري والديني والثقافي.

وذكر اللغويون في مادة ((النجف)) عن سبب تسمية هذه المدينة فوجدوا لها معاني كثيرة يكاد ينعقد الاجماع على انها سُميت بهذا الاسم لأنها مرتفعة كالمسناة تمنع ماء السيل من ان يعلو منازل الكوفة ومعالمها الأثرية والعمرانية. ومما يؤيد ما نذهب إليه هو انها تقع في مكان مرتفع بينما المناطق المحيطة بها منخفضة عنها.

تعتبر المدينة الخامسة من حيث عدد السكان وأيضا إحدى المدن المهمة في العراق لوجود مرقد الإمام علي بن أبي طالب أول الائمة عند الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند السنة ومركزاً للحوزة العلمية الشيعية في العراق، يرجع تاريخ المدينة إلى العصر الجاهلي واصبحت عاصمة الدولة الإسلامية في عهد علي بن أبي طالب كانت المدينة تابعة للكوفة، للمدينة قدسية عند المسلمين وخاصة الشيعة كونها مرقد أول الائمة ويوجد فيها مسجدا الكوفة والسهلة، اختيرت النجف لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012.

كتب الباحث حيدر حسين الجنابي: ثلاثة وثلاثون كنيسة وديرا تنتشر على ارض النجف، شاخصة أطلالها هنا وهناك دليل مادي على تاريخ كنائسها وأنغام نواقيسها التي كانت تنشر الديانة المسيحية للعالم والتي تمثل المرجعية العليا للمسيحيين القدامى. ولعل كنوز النجف واهميتها ودورها الذي اثبتته التنقيبات، التي اجريت في الكنائس تلقى اهتمام دولة الفاتيكان لكي تساعد في ابراز معالم النجف المسيحية، التي تمثل رسالة حية يمكن ان تساهم في حوار الحضارات والاديان، وتبين ان النجف عبر التأريخ لم تفرق بالدين والمذهب، بل احتضنت الجميع، فكانت ولازالت مدينة التعايش السلمي بين الاديان.

تقول الكاتبة منى النجم: ورغم انتهاء دور الحيرة كدولة مسيحية عام 12هـ ودخولها الإسلام إلا أن الكنائس والمسيحيين ظلت حاضرة؛ وعندما جرح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، جيء له بطبيب مسيحي من منطقة عين التمر يسمى أثير السكوني الذي كشف عن رأس الإمام وهذا يدل على أن المسيحية ظلت تمتد من الحيرة وضواحيها إلى عين التمر في كربلاء حيث بقيت الأديرة والكنائس تعمل إلى منتصف العصر العباسي حيث بدأ الناس يهاجرون إلى بغداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *