الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
الرئيسيةأخبار الاذاعةجولة على الاماكن التي سيزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق
أخبار الاذاعة

جولة على الاماكن التي سيزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق

( 1 . بغداد – كنيسة سيدة النجاة )

كتابة : نمرود قاشا

المحطة الاولى التي يزورها البابا فرنسيس اثناء زيارته للعراق ،كنيسة سيدة النجاة ,ونوضح هنا ما تمثله هذه الكنيسة

كنيسة سيدة النجاة، أو كاتدرائية سيدة النجاة صرح إيماني كبير يشع بالنور والمحبة والإيمان منذ نصف قرن تقريباً تقع الكنيسة في حي الكرادة الشرقية (محلة أرخيتة) في العاصمة بغداد، وأحد أهم معالمها الحضارية والثقافيةبنيت كنيسة سيدة النجاة القديمة عام 1952 وكانت على شكل قاعة صغيرة ، حيث كانت عاصمة الرشيد آخذة بالتوسع وبنفس الوقت إزداد عدد أبناء الأبرشية بحكم النزوح من بلدات وقرى شمال العراق ولاسيما من الموصل وقره قوش. حتى أصبح عددهم ما يقارب (20) ألف نسمة موزعين على أحياء بغداد، فآتجهت الأنظار إلى إنشاء عدّة كنائس في مختلف أنحاء بغداد، ثم قرر الاباء أقامة كنيسة كبيرة على الارض نفسها بعد ان هدمت الكنيسة القديمة ، فشيدت كنيسة سيدة النجاة على الأرض التي كان المطران بهنام قليان قد إشتراها لهذه الغاية .وقد بدأ المطران يوحنا باكوس ببنائها عام 1964 وأكملها عام 1973 وكرسها في 17 آذار 1973 ثم شًُيّد سيادته بناءً جديداً ملاصقاً لكنيسة سيدة النجاة خصّصهُ لمدرسة مار أفرام عوضاً عن البناء القديم للمدرسة . صممت خرائط الكنيسة الجديدة وأشرف على بنائها المهندس البولوني (كافكا)، وجاءت تحفة فنية جميلة وهي على شكل سفينة وشراعها الكبير يحمل في وسطه الصليب تحيط به كتلة كونكريتية ضخمة على شكل طوق ولهذا تسمى محلياً بـ (كنيسة أُم الطاق ).

وقام مكتب هندسي بإدارة المقاولين تبوني وعدنان ساجد بتنفيذ المشروع ينتصب المذبح في موقع وسط وتحت القبة وتحت الكنيسة مقبرة بعضها مخصص لرجال الإكليروس (مدفن الكهنة) والبعض الآخر للمؤمنين وضمن الكنيسة مطرانية بغداد للسريان الكاثوليك بنيت من قبل المطران (متي شابا متوكا) مطران بغداد عام 1990، بعد أن هدم داراً قديمة كانت بمثابة مطرانية وبنى مطرانية جديدة وهناك جناح ملحق بالكنيسة مخصص للتعليم المسيحي .

سيدة النجاة ورغم الوضع المأساوي الذي عاشته العاصمة بغداد من هشاشة أمنية وبشكل خاص بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003، أقول رغم هذه الظروف الصعبة والمعقدة بقي كهنة الكنيسة يمدون أيديهم للجميع من مسلمين ومسيحيين وبشكل خاص العوائل المتعففة حيث كان القائمون على إدارة الكنيسة لا يفرقون بين عائلة وأُخرى مهما كان إنتماؤها ومنطقة سكنها فقد ألغت (الجغرافية) من حساباتها والتزمت بالتاريخ لأنه الوحيد المعبّر عن الهوية الحقيقية لهذه الأيادي البيضاء التي تصافح بحرارة غير إعتيادية لكل يد تمتد إليها…( أُم الطاق أو الطاك ) كانت طوقاً جميلاً مزيناً بالشموع والزهور يطرز هامات الداخلين إليها، الداخلين إلى سفينة النجاة، سفينة السلام، لأنّك تشعر بالأمن والسلام والطمأنينة عندما تجتاز عتباتها العريضة وتدخل بوابتها الضخمة وهي تشرئب رافعة هامتها نحو السماء لتعانق الغيوم

هذا وقد تعرضت هذه الكنيسة إلى إعتداء غاشم بسيارة مفخخة عام 2004الجريمة التي ارتكبت في سيدة النجاة خلال القداس الالهي في عصر يوم الاحد 31 تشرين الاول 2010 ، حيث كان المؤمنون يصلون امنين في احد بيوتات الله عندما انفجرت سيارة مفخخة اعقبها هجوم مسلح باحزمة ناسفة على داخل الكنيسة راح نتيجته ( 58 شهيدا ) واكثر من سبعين جريحا من ضمنهم كاهنين كانا يتارأسان القداس .وبعد هذه الجريمة البشعة، شهدت البلاد موجة هجرة كبيرة لمسيحيي الداخل حيث هاجروا الى دول كندا والولايات المتحدة واستراليا بشكل كبير. وفتحت هذه الدول ابوابها للمسيحيين بعد انفجار كنيسة النجاة ولم تتبق الا اعداد قليلة منهم داخل العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *