مراحل دعوة تطويب الكاهنين الشهيدين الاب يوسف جبو سكريا (1872 – 1915)، كاهن متزوج من كهنة ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك، والاب بهنام انطو ميخو (1882 – 1915)، كاهن وراهب من رهبنة إخوة مار أفرام.
وفيما يلي تصريح المحامي المكلف في قضية شهداء الاضطهاد العثماني، الأب لويس اسكالانتي
إني الموقع أدناه، الأب لويس اسكالانتي، المحامي الأبرشي المكلف بدعوى تطويب وإعلان استشهاد 4 أساقفة كلدان، وعدد كبير من الكهنة، و سبعة راهبات دومنيكيات للقديسة كاترينا السيانية وعدد كبير من المؤمنين، والتي كانت قد بدأت في نيسان 2018 من قِبل الكنيسة الكلدانية، وبطلب من رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك سيادة المطران يوحنا بطرس موشي في شباط 2021. وبعد تأييد الكرسي الرسولي للأسباب المُقدّمة بتاريخ 27 تشرين الثاني من سنة 2021، تمت الإضافة إلى دعوى التطويب الكبرى، والتي لازالت قيد التحري وجمع الادلة تمهيداً لإستكمال الاجراءات الاصولية، اضافة قضية الاضطهاد العثماني لخادمَي الرب، كل من الكاهنين: الاب يوسف جبو سكريا (1872 – 1915)، كاهن متزوج من كهنة ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك، والاب بهنام انطو ميخو (1882 – 1915)، كاهن وراهب من رهبنة إخوة مار أفرام.
الكاهنين المذكورين كانا قد استُشهِدا على يد الجنود العثمانيين في 28 من حزيران 1915 على مشارف مدينة بغديدا – قره قوش اثناء عودتهما من مدينة الموصل عشية عيد الشهيدين الرسولين بطرس وبولس. عقِبَ مهمة رعوية انذاك .
ونظرا إلى ان دعوى التطويب الكبرى سوف يتم غلقها في صيف عام 2022، فكان لابد التحَقُّق من المكان والظروف التي كانت تتواجد فيها رفات خادمي الله التي كانت قد توارت الثرى في معبد (كابيلا) مار عبد الأحد، في محيط كنيسة الطاهرة الكبرى ببغديدا.
وحيث اننا لم نكُن متيقنين من مكان دفن الكاهن الاب بهنام بسبب عدم امتلاكنا المعلومات الكافية مستندين بذلك الى بعض القصص المُتناقلة شفوياً فقط. لذلك فإن محامي القضية، وبموافقة اسقف ديترويت، كان قد دعا مجموعة من الأطباء العدليّين (وعددهم خمسة اطباء) للقدوم من ايطاليا – روما لكي يبدأوا بعملية البحث الشاقة عن رفاتهما.
مع وصول الفريق المكلف بالمهمة الموكلة اليه الى بغديدا – قره قوش بتاريخ 3 أيار من عام 2022 وبمساعدة أشخاص محلّيّين فقد بدأوا بعملية الحفر في المكان الواقع على يمين مذبح معبد (كابيلا) مار عبد الأحد، وتحديداً في الموقع الذي كان متواجدًا فيه قبر الكاهن يوسف سكريا. وبعد يوم مُضني من العمل تم اكتشاف حفرة بعُمق يزيد على المتر الواحد.
وفي اليوم التالي تم الوصول إلى بناء قديم من الطابوق التي بدى وكأنها غرفة دفن. وبعد إزالة الطابوق بحذر تام، لاقتنا طبقة مكونة من مئات الأرطال من التراب كانت قد وُضِعَت على احد الرُّفاتين الذي كان قد بدأ بالظهور شيئا فشيئا اثناء عملية الحفر.
في اليوم ذاته، ورغم ان الشّك كان يتزايد حول مكان دفن الشهيد الثاني، ولكن وبعون من الرّب بدأت رُفات الكاهن الثاني بالظهور شيئاً فشيئاً. تِلكَ كانت دلالة واضحة على أن الشهيدين كانا قد دُفِنا في غرفة الدفن ذاتها.
وبعد ان سارت عملية البحث ببُطء شديد وخلال اليوم الثالث واليوم الرابع تم ازالة التراب من حول الرفاتين وظهرت معالمهما واضحة وكاملة. ومن اجل حفظ الرفاتين بعناية فلا بد من أن تُجرى عليهما لاحقا عمليات حفظ تستغرق عدة أسابيع .
وحيث انه كان قد تعذر التعرف على الرفاتين من حيث عائديتها لأي من الابوين، فقد تم اخذ عيّناتٍ من الـ (دي ان أي) لمُقارنتها مع اقربائهما المباشرين بعد ان تم تدوين شهاداتهم والتي كانوا قد تناقلوها عن ذويهما، وايضاً سوف يتم اخضاع مسحات أخرى لفحوصات مختبرية في ايطاليا لغرض مقارنتها لاحقاً ليتم الاثبات وبشكل علمي لمن يعود كل من الرّفاتين.
علماً بان الفريق القادم من روما سوف يُغادر قره قوش عائدا إلى أربيل في نهاية هذا الاسبوع لإجراء تحرّيات علمية إضافية أخرى. وان الابوين المُخَوّلين رسميًا من قبل أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك والمعتمَدَين رسمياً من قِبل لجنة التطويب هما الأب جورج جحولا والأب روني موميكا، وعليهم تقع مُهمّة حفظ الرُّفاتين وتهيئة الذخائر في المستقبل القريب لكي يتم عرضها بعد التطويب مباشرة، والذي من المؤمّل أن يحدث ذلك في وقت قريب انشاء الله.
لذا ندعو جميع المؤمنين إلى تكثيف الصلوات لإبنَي قره قوش البارين الذَين نالا اكليل الشهادة قبل أكثر من قرن مضى، وليطلُبوا شفاعتهما لأجل وفرة الإيمان وازدهار المدينة والكنيسة في جميع أرجاء العراق والعالم.
فدماء الشهداء بذار للحياة .. امين
حُرّر في بغديدا-قره قوش، في السادس من أيار 2022
الأب لويس اسكالانتي