” لأنّ الله لم يُعطنا روح الفشل، بل روح القوّة والمحبّة والنُّصح ” ( ٢ تي ١ : ٧ )
بقلم: الأب إسطفانوس حنا الكاتب
بما أنّ الإنسان مخلوق على صورة الله فهو يحمل الكثير من صفات الله، وبما أن روح الله ساكن فيه، فلا يوجد إنسان فاشل لأنّ الكتاب يقول بعد إن خلقَ الله كلّ شيء رأى أنهُ ذلك حسن. ولكن، الإنسان بارادته السيئة وسوء تخطيطه وعدم إستخدام عقله وعدم الإتكال على الله بل الأتكال على قدراته الخاصة يؤدي بنفسه الى الفشل. لذلك نرى في الحياة نماذج ناجحة وناجحة جداً بمسيرة حياتها في كافة المجالات ولها ترفع القبعات سواء كانوا إكليروس أم علمانيين، ونماذج أُخرى مخفقة في مسيرة حياتها لأسباب متعددة ومختلفة قد تكون داخلية تخص الفرد نفسه أو خارجية، وهنا يجب على الإنسان أن يتحين الفرص ويستغلها دون خوف أو تردد أو تلكؤ لتحقيق النجاح. وبسبب هذا الفارق والإختلاف في القدرات الفردية نرى البعض من الناس لا تروق لهم نجاحات البعض لأسباب خاصة بهم قد تكون عدم محبة أو غيرة أو فشلهم هم في حياتهم فتبدأ محارباتهم للناجحين بشتّى الطرق حتى الخبيثة منها متناسين أنهم إخوة لهم في الرب وأعضاء مكملة لبعضها البعض في جسد المسيح السري. إن اعظم نجاح في الحياة هو العمل بمشيئة الله، وعيش المحبة التي تجر ورائها جميع الفضائل، لأن نتائج وثمار هذا النجاح تنعكس على الفرد نفسه وترفعه من عضو في الكنيسة المجاهدة الى عضو في الكنيسة المنتصرة في السماء، وتنعكس أيضًا على الآخرين مِن حوله من خلال عكس صورة المسيح لهم وربما تغييرهم نحو الأفضل. وهنا يجب أن لا ننسى دور الإجتهاد والسعي الفردي نحو تحقيق النجاح بالتزامن مع الإتكال على الربّ وطلب المعونة منه من خلال الصلاة وطلب حكمته ومشورته. وختاماً، نقول أن الفشل ليس نهاية المطاف، ولكن ممكن أن يكون الفشل أساس النجاح بعد تحديد نقاط الضعف وأسباب الفشل وعدم الوقوع في اليأس والقنوط ونتمنى النجاح للجميع.