نظمت الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية ورشة عمل في الفاتيكان حول موضوع “أشكال جديدة من التضامن الأخوي والاشتمال والدمج والتحديث”، شارك فيها عددٌ من المصرفيين والخبراء الاقتصاديين ووزراء المال. وقد التقى البابا فرنسيس بالمؤتمرين الذين يُعتبرون “مهندسي المنظومة المالية العالمية” حاثا إياهم على التصدي لانعدام المساواة بين المداخيل من خلال إعطاء أولوية للأشخاص المحتاجين الذين همشتهم عولمة اللامبالاة
في خطابه إلى المشاركين في ورشة العمل سلط البابا فرنسيس الضوء على عدد من المخاطر المتواجدة وراء النماذج الاقتصادية السائدة في عالم اليوم مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة بناء جسور بين الأغنياء والفقراء في العالم. قال البابا إن العالم غنيّ لكن مع ذلك إن عدد الفقراء آخذ في الارتفاع من حولنا، لافتا إلى أن مئات ملايين الأشخاص يعيشون اليوم في حالة من الفقر المدقع، ويناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة. وهم بأمسّ الحاجة إلى الطعام والسكن والرعاية الصحية والتعليم والتيار الكهربائي ومياه الشرب .
وأضاف فرنسيس أن حوالي خمسة ملايين طفل سيموتون خلال هذه السنة لأسباب مرتبطة بآفة الفقر، كما أن الهوّة القائمة بين المداخيل جعلت من ملايين الأشخاص ضحايا العمل القسري والدعارة والاتجار بالأعضاء البشرية
تابع البابا فرنسيس خطابه إلى المشاركين في ورشة العمل مشيراً إلى أن هذا الواقع ينبغي أن يحملنا على اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجته، وعدم السقوط في فخ اليأس والقنوط. وأكد أن تلك المشاكل قابلة للحلّ، والجنس البشري لم يُحكم عليه بعدم
في نهاية خطابه إلى المشاركين في ورشة العمل التي عُقدت في الفاتيكان حول موضوع “أشكال جديدة من التضامن الأخوي” حثّ البابا فرنسيس المشاركين على الإفادة من موقعهم النافذ من أجل تعزيز التنمية لصالح الأشخاص المحرومين والمهمشين، والتخفيف من وطأة الديون على الدول الفقيرة، وبذل الجهود الآيلة إلى احتواء تأثيرات التبدّل المناخي. واعتبر البابا أن أمامنا اليوم فرصة لنكون مشاركين في عمل الله القادر على تغيير مجرى التاريخ دفاعاً عن كرامة كل إنسان، لاسيما الأشخاص المقصيين .