كتابة : نمرود قاشا
بغديدي ، او الحمدانية ( قره قوش ) هي مركز قضاء في محافظة نينوى ، سهلها من المناطق الاكثر خصوبة في العراق ، تقع على بعد نحو 32 كم جنوب شرقي الموصل، في سهل زراعي فسيح منبسط، تعتمد على الزراعة الديمية لعدم وجود مصدر مائي قريب للارواء .
اهلها مارسوا الزراعة اضافة الى مهن اخرى مثل : الحدادة ، الحياكة ، النجارة ، وصناعة الفراوي .
“الفروة” تعد اللباس المفضل لدى رعاة الأغنام والفلاحين الذين يضطرون للتنقل ما بين الحقول وقطع مسافات طويلة بين البوادي من أجل تأمين طعام لحيواناتهم التي يرعون بها.. كما كان البدوي او القروي لا يترك “فروته” جانبا منذ أن يدخل الشتاء حتى تهل تباشير الربيع .
وتعد ( بغديدي ) المدينة الاولى في العراق التي احكتر اهلها هذه الصناعة وتناقلها الابناء عن الاباء .
1 . الجلود وانواعها :
المادة الرئيسية في صناعة الفرواي من جلود الاغنام ، وتختلف انواع الجلود وجودتها واسعارها فهناك ( الطرحي ) اصغر واغلى جلد يؤخذ من الخروف حديث الولادة ، ( قوزي ، شباطي ) يكون عمر الخروف لا يتجاوز الثلاثة اشهر ، ( هرفي ، قرخ ) يؤخذ من الخراف بعد الشهر السادس هو يكون الصوف طويل والجلد كبير .
2 . بعد فرز الجلود حسب انواعها ، تغسل وتنظف لازالة الزوائد منها ويضاف اليها الملح والشب والكلس ويتم تعليقها في مكان مخصص لها حيث تنظف بالة حادة خاصة ( المبشرة ) ، بعد يومين تضاف اليها مادة ( الدباغ ) والمتكونة من قشور الرمان المطحونة ، وتوضع في الشمس الى ان تنشف لتدخل بذلك المخزن وتحفظ لحين الاستعمال .
3 . يقوم ( الفروه جي ) باختار كمية ونوعية الجلود التي تم خزنها لغرض المباشرة بالخياطة ، حيث يقوم برش الجلود بالماء كل ساعتين وازالة الدباغ من وجه الجلد ، ثم يمسح الجلد بزيت السمسم ، ثم يلف ويترك لليوم التالي ليوضع بالشمس حيث يكون الجلد هذه المرة لينا ويمتاز بمطاطية .
4 . يتم اختيار لون الجلد ( ابيض ) بعد غسلها بالقاصر ، او اصفر بعد اضافة مادة الكركم .
5 .التفصيل والخياطة
بعد اختيار المادة المراد خياطتها ( فرة كاملة ، نصف فروة ( بطية ) ، يلك ، حيث يتم تفصيل الجلود على اساسها ، ثم تبدأ بالخياطة بعد معالجة التشوهات والتشققات ، ويتم احيانا تغليف الفروة بقماش وحسب طلب الزبون ،
