الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةأخبار الاذاعةمنحوتة ( درب الصليب ) سيحملها البابا فرنسيس معه هدية من العراق
أخبار الاذاعة

منحوتة ( درب الصليب ) سيحملها البابا فرنسيس معه هدية من العراق

سيحمل البابا فرنسيس معه قطعة برونزية من العراق ، هي لوحة مصغرة اربع مرات عن منحوتة من المرمر هي واحدة من اربعة عشرة منحوتة من الرخام ، تمثل مراحل درب الصليب ، سبق وان كلف بنحتها شيخ النحاتين العراقيين ( النحات محمد غني حكمت ) لكنيسة الصعود في بغداد .  

النموذج المصغر للمنحوتة والتي اهداها لقداسة البابا فرنسيس السيد برهم صالح رئيس الجمهورية ، خلال استقباله له في قصر السلام ، واشرف على صنع النموذج ياسر محمد غني حكمت نجل النحات الذي توفي في 2011 ، وهي تمثل المرحلة السادسة من مراحل درب الصليب  ( فيرونيكا تمسح وجه المسيح الملطخ بالدماء ) ، وقال حكمت: “هي تمثل رمزاً بالنسبة للعراق، لأن نحاتاً عربياً مسلماً صنع درب آلام السيد المسيح.. وهي تمثل العراق كله، الذي لا تمييز فيه بين الطوائف”.

وانكب حكمت في مشغله ليصنع مراحل “درب الآلام”، في حالة من التأمل الروحي، كما وصف الأمر حينها، قبل أن يكشف النتيجة للعالم بعد أشهر ، وحفر الفنان على قطع حجرية استقدمت من سهل نينوى، مركز المسيحية في العراق، مراحل الآلام تلك من لحظة الحكم على المسيح حتى صلبه ودفنه،

ولا يحمل العمل في طياته رموزاً دينية وحسب. فعلى زاوية كل لوحة حجرية، حفر الفنان امرأة وطفلاً يمثلان الشعب العراقي الذي تخنقه الحروب والحصار، كما كل محتاج ومنبوذ دعا المسيح في تعاليمه للدفاع عنهم

وبات الحصار اليوم ذكرى بعيدة، لكن كنيسة الصعود لم تعد كما كانت عليه في الماضي، إذ يغطي هندستها المعمارية المهيبة على الطراز البابلي القديم بالحجر الأصفر العراقي،

وفي حديث للفنان محمد غني حكمت لمجلة ( نجم المشرق ) لعام 1996 اثناء العمل على نحت المراحل يقول :  ((فاختليت في مشغلي وعزمت على البدء شرط ان لا ارى ولا اسمع اي شيء يخص الموضوع, بل اعتمد على مخيلتي في رسم المراحل وتصميمها. انها تجربة جديدة في النحت العراقي المعاصر, وحدث جديد في دخول النحت في كنائس العراق. لهذا عزمت ان يكون تصميمي مميزا ولا يشبه اي تصميم لنفس موضوع المراحل. وان يكون نموذجا فريدا يقارن به ما سيتلوه من نحت مماثل في المستقبل. كانت بغداد مدينتي الجميلة قد هيأت نفسها لتلبس ثوب الحزن, وانقطع التيار الكهربائي في المدينة وتوقف ضخ الماء في البيوت, وتوقفت المركبات في الشارع, والناس حولي في ذهول لما سيحدث, والحزن باد على وجوهم وتصرفاتهم, لقد توقع الجميع ان هناك صليبا كبيرا مهيئا لهم . ))

* شيء عن كنيسة الصعود 

تأسست كنيسة الصعود في عام 1974م في الدار الكائنة بمنطقة بغداد الجديدة (حي سومر ) ، في شباط 1990، وبسبب أعمال توسيع الشوارع في المنطقة، والتحديثات على الخريطة الجغرافية، تركت الكنيسة الدار بسبب شمولها بالهدم لتوسيع الشارع الذي تشغله وأنتقلت إلى كنيسة ماركوركيس كحل مؤقت لحين تشييد الكنيسة الجديدة في حي الأمين (المعلمين) التي تم وضع الحجر الأساس لها في 30-01-1989 على يد مثلث الرحمات البطريرك بولس شيخو

تم تكريس الكنيسة في عيدها (عيد الصعود) في 12-05-1993 على يد مثلث الرحمات البطريرك روفائيل الأول بيداويد

* وشيء عن النحات محمد غني حكمت

وُلدَ محمد غني حكمت في بَغداد 1929 ، وَدرس النَحت على يَد الأُستاذ جواد سَليم في معهد الفنون الجميلة في العراق وَتخرج مِنه عام 1953، ثُمَ بعث إلى روما وَحَصل على دُبلوم النحت مِن أكاديمية الفنون الجميلة هُناك عام 1955، وفي عام 1957 حصلَ على دبلوم المداليات من مدرسة الزكا في روما، وَبعدها تَوجه إلى فلورنسا وَحصل فيها على شِهادة الاختصاص في صَب البرونز عام   .1961

من اهم اعماله : تمثال شهرزاد وشهريار ، نصب كهرمانة ، تمثال عشتار ( فندق شيراتون ) ، حمورابي ، جدارية مدينة الطب ، تمثال ابو الطيب المتنبي .

تُوفيَ مُحمد في عمان بِتاريخ 12 أيلول 2011

كتابة : نمرود قاشا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *