السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةأخبار الاذاعةسيدة النجاة… سيدة الشهداء في ذكراها ال 12
أخبار الاذاعة

سيدة النجاة… سيدة الشهداء في ذكراها ال 12

هذا هو يوم الأحد، الحادي والثلاثين من تشرين الأول وهو بداية السنة الطقسية، أحد تقديس البيعة وهو إعلان بأن الكنيسة مقدسة بالحضور الإلهي القدوس ودعوة إلى المسيحيين للدخول في سر الكنيسة التي تقدسهم فهي الشركة التي تربط المؤمنين بالله، فالكنيسة هي أُمْ الشهداء، شهداء الإيمان المسيحي، ضحوا بحياتهم ووهبوا دماءهم الزكية من أجل الثبات على الإيمان، فنالوا الشهادة. مؤمنون.. أبرياء يحملون أغصان الزيتون ويرفعون أكفهم بالدعاء والصلاة. وهكذا إندفع العشرات من أبناء الكنيسة ليدخلوا سفينة العذراء لكي يطلبوا رحمتها لتنجيهم وتنشر خيمة السلام على عوائلهم وبيوتهم والوطن أيضاً..

كتابة : نمرود قاشا

– أُمّ الطاق

كنيسة سيدة النجاة، أو كاتدرائية سيدة النجاة صرح إيماني كبير يشع بالنور والمحبة والإيمان منذ نصف قرن تقريباً تقع الكنيسة في حي الكرادة الشرقية (محلة أرخيتة) في العاصمة بغداد، وأحد أهم معالمها الحضارية والثقافية.

بعد تسلم المطران يوحنا باكوس(1) زمام أبرشية بغداد، حيث كانت عاصمة الرشيد آخذة بالتوسع وبنفس الوقت إزداد عدد أبناء الأبرشية بحكم النزوح من بلدات وقرى شمال العراق ولاسيما من الموصل وقره قوش. حتى أصبح عددهم ما يقارب (20) ألف نسمة موزعين على أحياء بغداد، فآتجهت الأنظار إلى إنشاء عدّة كنائس في مختلف أنحاء بغداد، فشيد كنيسة سيدة النجاة على الأرض التي كان سلفه الأسبق المطران بهنام قليان قد إشتراها لهذه الغاية.

وقد بدأ المطران يوحنا باكوس ببنائها عام 1964 وأكملها عام 1973 وكرسها في 17 آذار 1973 ثم شًُيّد سيادته بناءً جديداً ملاصقاً لكنيسة سيدة النجاة خصّصهُ لمدرسة مار أفرام عوضاً عن البناء القديم للمدرسة.

وكانت قد وضعت أساسات الكنيسة القديمة من قبل المطران (اثناسيوس بهنام قليان) عام 1947 ولكنه توفي ليلة 17/ شباط/ 1949. وأُكملت فيما بعد من قبل خلفه عام 1952 على شكل قاعة صغيرة، ثم قرر الآباء إقامة كنيسة كبيرة على الأرض نفسها بعد أن هدمت الكنيسة القديمة.

صممت خرائط الكنيسة الجديدة وأشرف على بنائها المهندس البولوني (كافكا)، وجاءت تحفة فنية جميلة وهي على شكل سفينة وشراعها الكبير يحمل في وسطه الصليب تحيط به كتلة كونكريتية ضخمة على شكل طوق ولهذا تسمى محلياً بـ (كنيسة أُم الطاق). وقام مكتب هندسي بإدارة المقاولين تبوني وعدنان ساجد بتنفيذ المشروع.

ينتصب المذبح في موقع وسط وتحت القبة وتحت الكنيسة مقبرة بعضها مخصص لرجال الإكليروس (مدفن الكهنة) والبعض الآخر للمؤمنين وضمن الكنيسة مطرانية بغداد للسريان الكاثوليك بنيت من قبل المطران (متي شابا متوكا) مطران بغداد عام 1990، بعد أن هدم داراً قديمة كانت بمثابة مطرانية وبنى مطرانية جديدة وهناك جناح ملحق بالكنيسة مخصص للتعليم المسيحي.

أُفتتحتْ الكنيسة في 17/ آذار/ 1973. وذلك بآحتفال كبير حضره أساقفة الطوائف المسيحية في بغداد وفي مقدمتهم المثلث الرحمة مار ماري يوحنا باكوس تضم الكنيسة لوحة زيتية للسيدة العذراء وهي تتضرع إلى الله والطفل يسوع على صدرها، هذه اللوحة كانت محفوظة في إيطاليا (روما) ورسمت عام 1904.

ويذكر العلامة د. الأب بطرس حداد بأن هذه اللوحة كانت في كنيسة السريان في عقد النصارى ببغداد وقد نقلت إلى الكنيسة الجديدة بعد إكمال بنائها. وقد أُضيفت إليها العديد من اللوحات الفنية وكتابات جميلة لآيات من الإنجيل المقدس.

ومن الكهنة الذين خدموا في خورنة سيدة النجاة: الآباء (المطران) متي شابا متوكا(2)، (الخورأُسقف) روفائيل قطيمي(3)، الأب لويس قصاب(4)، الأب سعدي مرزينا بنو(5)، الأب أيسر الياس كسكو، الأب سلوان تبوني، الأب مخلص ششا، الأب (الشهيد) ثائر سعدالله أبلحد عبدال، الأب (الشهيد) وسيم صبيح القس بطرس.

هذا وقد تعرضت هذه الكنيسة إلى إعتداء غاشم بسيارة مفخخة عام 2004.

– سيدة النجاة، سفينة السلام

كنيسة سيدة النجاة، أو (أم الطاق) كما يحلو للكثير أن يسموها هكذا إشارة إلى الطوق الكونكريتي الكبير والذي يحتضن صليبها هذه الكنيسة ومنذ تأسيسها في خمسينات القرن الماضي كانت مصدر إشعاع إيماني كبير وأنشطة ثقافية ودينية وشبابية تمارس في أجنحتها المختلفة من قبل مؤمني بغداد بشكل عام وأبناء الكرادة خصوصاً..

وهي تضم إلى جانب الكنيسة ملحقاً للتعليم المسيحي والأنشطة الأُخرى وجناحاً للمطرانية وعدداً من البيوت العائدة ملكيتها للوقف أيضاً.

سيدة النجاة ورغم الوضع المأساوي الذي عاشته العاصمة بغداد من هشاشة أمنية وبشكل خاص بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003، أقول رغم هذه الظروف الصعبة والمعقدة بقي كهنة الكنيسة يمدون أيديهم للجميع من مسلمين ومسيحيين وبشكل خاص العوائل المتعففة حيث كان القائمون على إدارة الكنيسة لا يفرقون بين عائلة وأُخرى مهما كان إنتماؤها ومنطقة سكنها فقد ألغت (الجغرافية) من حساباتها والتزمت بالتاريخ لأنه الوحيد المعبّر عن الهوية الحقيقية لهذه الأيادي البيضاء التي تصافح بحرارة غير إعتيادية لكل يد تمتد إليها…

(أُم الطاق) كانت طوقاً جميلاً مزيناً بالشموع والزهور يطرز هامات الداخلين إليها، الداخلين إلى سفينة النجاة، سفينة السلام، لأنّك تشعر بالأمن والسلام والطمأنينة عندما تجتاز عتباتها العريضة وتدخل بوابتها الضخمة وهي تشرئب رافعة هامتها نحو السماء لتعانق الغيوم.

– قدّاس الأحد

يوم الأحد بالنسبة لمسيحيي بغداد يوم غير إعتيادي، ففيه تُلغى كل الإلتزامات وتخصص (عصريته) لحضور قداس الأحد لأن الحضور يكون محدوداً في قداس الصباح كون الأغلب مرتبطين بدوام في دوائر الدولة ويتعذر الوصول إلى الكنيسة في ساعات الصباح الأولى ويقتصر الحضور للمناطق المجاورة للكنيسة..

قداس عصر الأحد مناسبة يلتقي فيها الأحبة مع الرب ويشعرون بأنهم قريبين منه ملتصقين به ويتحسسون دفء كلمات الأبونا وفي هذا الوقت أيضاً يلتقي أبناء الدورة والمربعة والصدرية وحي العامل والمنصور وعلاوي الحلة مع أبناء الكرادة لأنه الوقت الوحيد الذي تلتقي فيه العوائل مع بعضها لأن الظروف الأمنية حددت حركة الجميع بعد نيسان 2003 وجعلت الأغلبية لا يغادرون مساكنهم إلاّ لأمر هام وضروري وحضور قداس الأحد من أولويات العوائل المسيحية التي إتخذت من بغداد ملاذاً ومصدر رزق لها.

– أحد تقديس البيعة

هذا هو يوم الأحد، الحادي والثلاثين من تشرين الأول وهو بداية السنة الطقسية، أحد تقديس البيعة وهو إعلان بأن الكنيسة مقدسة بالحضور الإلهي القدوس ودعوة إلى المسيحيين للدخول في سر الكنيسة التي تقدسهم فهي الشركة التي تربط المؤمنين بالله، فالكنيسة هي أُمْ الشهداء، شهداء الإيمان المسيحي، ضحوا بحياتهم ووهبوا دماءهم الزكية من أجل الثبات على الإيمان، فنالوا الشهادة. مؤمنون.. أبرياء يحملون أغصان الزيتون ويرفعون أكفهم بالدعاء والصلاة. وهكذا إندفع العشرات من أبناء الكنيسة ليدخلوا سفينة العذراء لكي يطلبوا رحمتها لتنجيهم وتنشر خيمة السلام على عوائلهم وبيوتهم والوطن أيضاً..

طوبى لكِ أيّتها البيعة..

فصوت الأبن يدوي يصرخ

فهو حارسك ومثبت أساساتك

أيّتها الأيقونة المقدسة

أنت الزرع الجيد والثابت

تعالت الأصوات بالدعاء

تراتيل، لقداس الأحد

دق جرس الكنيسة مرتين..

مرة يرحب وأُخرى يودع

يرحب مودعاً

وداعاً ولكن.. ليس كأيّ وداعْ

– قداس الشهداء في كنيسة النجاة

كان الطريق المؤدي إلى بوابة سيدة النجاة يضج بالمؤمنين عوائلاً وفرادى ورغم الحواجز الأمنية المنتشرة في محيط الكنيسة، مؤمنون من الرجال والنساء، أطفالٌ وشبابٌ وشيوخ.. قصدوا سفينة النجاة لكي يبتهلوا إلى الله.

هم داخل السفينة، بيت من بيوت الله ولم يدور في خلدهم بأن الشر والموت قاب قوسين أو أدنى منهم..

زمرة.. لا تخاف الله دخلت خيمة السلام لتفجر وتقتل وتنتهك.. زمرة.. تتلذذ بالدماء والرصاص ليس إلاّ

“هم الحواريون منذ القدس(6)

ليس بالرغيف وحده سيصمدون

هم الحواريون من قانا إلى قانا

ما بين عرسها ورمحها يقاتلون

هم الحواريون منذ أول الحدود

حتى.. آخر العنقود.. يخلدون

هم القصور والصدور والجسور..

والعبور يعبرون”.

نعم…

لقد كان مساءً دامياً، أحدٌ تحولت فيه رائحة البخور إلى رائحة البارود والموت والرصاص…

والضياء الذي كان يشع من قلوب المؤمنين مع ضياء الشموع تحولت إلى ظلام دامسٍ وقاتل، ظلام ثقيلٌ ثقيلْ.

وأصبحت سفينة النجاة، سفينة الموت والدم والجثث المبعثرة..

“خذوا كُلوا…

هذا الذي أعطى هو الجسد

لا شيء…

لا شيء يضع الحياة كالممات”

لقد أُستشهد أبونا وسيم، وتلاه أبونا ثائر وتوالت مواكب الشهداء: عزيز، ثامر، نداء، بهنام، جورج، نبيل، سهم، عدي، آدم، يونان، ريتا، سلام، وسام والعشرات من الأسماء غيرهم إستشهدوا وهم يرفعون أكفهم إلى الباري ويرددون مع الشعب وبقلوب منسحقة: أبانا الذي في السماوات..

ليتقدس إسمك، لتكن مشيئتك.

عشرات إستشهدوا..

عشرات جرحوا، جريمتهم إنهم تجمعوا للصلاة من أجل السلام في العراق والعالم.

صعدت إلى السماء أجسادٌ وهي مضرجة بدعائها، رحلت.. بلا وداع، رحلت وكان رحيلها على يدِ مَنْ يكره الحياة ويكره الخالق..

لقد صلبوك مرة أُخرى يا سيدي

لقد صلبوا إبنك يا سيدة النجاة

يا عذراء..

لقد قتلوا مَنْ شرب من دجلة والفرات. 

وفُطمَ على التسامح والعيش المشترك..

جمعتهم سيدة النجاة..

هل سنبكيك يا سيدة النجاة؟؟..

كما بكينا العراق منذ عقود

هذه هي أرض العراق…

مرة ثانية وثالثة وعاشرة يَسيل الدم الزكي في كنيسة الله.. سالت دماء الأبرياء وصعدت الأرواح إلى باريها تشكي ظلم البشر، وعنوان الشر…

وكان الله يراقب الموقف، الكهنة والمؤمنون هم مشاريع للإستشهاد، وعلى مر الزمان هذه أرض العراق شاهدة ما الذي ستكتبه الأقلام عن هذا الفصل الخسيس؟!.

ما الذي ستكتبه الأقلام، بأسم أي دين أُزهقت الأرواح البريئة المؤمنة؟..

– سفر الخالدين

العمل الإجرامي الذي إستهدف خيمة النجاة، دخلوها لكي تسير بهم إلى شواطىء النجاة التي كانوا يحلمون بها ولكن يبدو أن إرادة الله أرادت أن تجري الأُمور هكذا، فكان الدم والرصاص وجثث ممزقة عنواناً لهذه السفينة، خمس ساعات عاشتها هذه السفينة في بحر متلاطم، وعندما خرس الموج وخرس الرصاص أيضاً كان في جوف هذه السفينة العشرات من الشهداء يتقدمهم كهنتهم وعشرات أُخرى من الجرحى لطخت أجسادهم دماء ساخنة… وآخرون سقطوا بين الشهداء والجرحى ينتظرون ساعة (فَرَج) ولكن جاءت متأخرة ومحملة بالرصاص أيضاً ولكنهم خرجوا وهم شهود لمجزرة كبيرة (مجزرة سيدة النجاة).

………

الهوامش :

  • المطران اثناسيوس يوحنا باكوس: هو (حنا بن دانيال بن باكوس إبن القس دانيال بن يونان صماطه زهرة) من عائلة (آل زهرة) القره قوشية الأصل وقد غادرها والدهُ (القس دانيال) إلى الموصل 1927 لخدمة النفوس فيها أثناء الوباء والغلاء اللذين أصابا المدينة، ثم سافرت العائلة إلى بغداد عام 1850 حنا من مواليد بغداد 1898، نال علومه في دير الشرفة (بيروت)، اسطنبول، روما حيث حاز على شهادة الليسانس في اللاهوت من جامعة (بريغندا)، رُسِمَ كاهناً في روما 18/ كانون الأول/ 1921 عاد إلى العراق فعمل في أبرشيتي البصرة وبغداد. نصب مطراناً في 28/ شباط/ 1953. شيّد كنيسة (سيدة النجاة) عام 1964 وكرسها في 17/ آذار/ 1973 توفي في 12/ كانون الثاني/ 1983 حيث دُفِنَ في كنيسة سيدة النجاة.  

(2) المطران أثناسيوس متي متوكا: مواليد 21 حزيران 1930 (برطلة) أنهى دراسته الإبتدائية في بلدته والمتوسطة في دير مار بهنام، دخل إلى أكليريكية القوس 1946، رسم كاهناً في بيروت في 17/ 10/ 1954 بوضع يد الكاردينال البطريرك جبرائيل الأول تبوني. عام 1961 إلتحق بأبرشية بغداد وفي عام 1979 رقي إلى الدرجة الأُسقفية من قبل البطريرك أنطوان حايك في كنيسة سيدة النجاة، وفي 12/ آب/ 1983 نصب مطراناً على أبرشية بغداد.

(3) الخورأُسقف روفائيل قطيمي: مواليد الموصل 1936. رسم كاهناً في 5/ حزيران/ 1960 في عام 1962 إنتقل إلى أبرشية بغداد حيث عمل في كنيسة مار يوسف (المنصور) ثم كاتدرائية سيدة النجاة، أصدر نشرة (سفينة النجاة)، أُصيب في حادث الإعتداء الأخير على سيدة النجاة وحالته الصحية مستقرة.

(4) الأب لويس قصّاب: مواليد (بغديدا) 6/ تشرين الأول/ 1935 أنهى دراسته الإبتدائية في بلدته ثم دير مار بهنام إستعداداً لدخول معهد مار يوحنا الحبيب 1949، رُسِمَ كاهناً في 5/ حزيران/ 1960. رئيس لكهنة قره قوش (1968- 1982) عمل في رعية البصرة ثم بغداد حيث عين كاتم أسرار الأبرشية وكاهن كنيسة سيدة النجاة للفترة من (1983- 1993). أُعيد انتخابه رئيساً لكهنة بغديدي (2000- 2006) أشرف على عدّة نشاطات رعوية، عضو المحكمة الكنسية ورئيس تحرير مجلة (شراع السريان) أشرف على إنشاء كنيستين (مار بهنام وسارة والقيامة).

(5) الأب سعدي مرزينا خضر بنو: مواليد قره قوش، أكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في المعهد البطريركي ببغداد، إقتبل الرسامة في كنيسة  الطاهرة الكبرى بوضع يد مثلث الرحمة المطران مار قورلس عمانوئيل بني في 14/7/ 1995 وكلف للعمل في أبرشية بغداد السريان وعمل في كنيسة سيدة النجاة. قصد روما لدراسة القانون.

(6) مقطع من قصيدة للشاعر أديب ناصر.

(7) الأب الشهيد (ثائر سعدالله أبلحد عبدال)، مواليد بغداد في 1/ 4/ 1978، أنهى دراسته الإعدادية (مهنية- كهرباء) 1998، دخل المعهد التقني (قسم الكهرباء) ثم تركه ودخل معهد شمعون الصفا في 22/8/ 1999، دخل كلية بابل للفسلفة واللاهوت وحصل على (بكالوريوس لاهوت) في 26/ 6/ 2006، رُسِمَ كاهناً في بغداد (كنيسة سيدة النجاة) بوضع يد سيادة المطران متي شابا متوكا في 5/ 8/ 2006 وخَدَمَ فيها منذ تلك الفترة.

(8) الأب وسيم صبيح يوسف كرومي القس بطرس، مواليد بغداد في 15/ 3/ 1983، أنهى دراسته الإبتدائية في بغداد 1993، أنهى دراسته الإعدادية في بغداد 1999 ومعهد شمعون الصفا (للصغار) (1994- 1999)، إلتحق بمعهد شمعون الصفا (للكبار)- 2000- 2007 وتخرج حاملاً على شهادة البكالوريوس في الفلسفة واللاهوت (2007)، رُسِمَ كاهناً في كنيسة سيدة النجاة في 4/ 8/ 2007 بوضع يد سيادة المطران متي شابا متوكا وخدم فيها منذ تلك الفترة.