السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةأخبار الاذاعةالبابا فرنسيس: لتعلمنا العذراء مريم، سلطانة الرسل، أن نقتدي بهم من خلال التقدم يوميًّا على درب الايمان
أخبار الاذاعة

البابا فرنسيس: لتعلمنا العذراء مريم، سلطانة الرسل، أن نقتدي بهم من خلال التقدم يوميًّا على درب الايمان

بمناسبة الاحتفال بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأربعاء 29/6/2022صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها ينقل الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم، في عيد شفيعي روما، الكلمات التي وجهها بطرس ليسوع: ” أَنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ”. إنه اعتراف إيمان، لم يقُم به بطرس على أساس فهمه البشري، وإنما لأن الله الآب قد أوحى بذلك. بالنسبة لسمعان الصياد، المعروف باسم بطرس، كانت هذه بداية مسيرة: في الواقع، وُجِبَ أن يمر وقت طويل قبل أن يدخل معنى هذه الكلمات في حياته بالعمق، ويشملها بالكامل. هناك “تدريب” على الإيمان شمل أيضًا الرسولين بطرس وبولس، يُشبه تدريب كل فرد منا. نحن أيضًا نؤمن أن يسوع هو المسيح، ابن الله الحي، لكن الأمر يتطلب وقتًا وصبرًا وكثيرًا من التواضع لكي تتبع طريقة تفكيرنا وتصرفنا الإنجيل بشكل كامل.

هذا الأمر اختبره الرسول بطرس على الفور. بعد أن أعلن إيمانه ليسوع، عندما أعلن أنه سيتعين عليه أن يتألم وسيُحكم عليه بالموت، رفض هذا المنظور، الذي اعتبره غير متوافق مع المسيح. وشعر بأنه مضطر لأن يعاتب المعلِّم، الذي يخاطبه بدوره قائلاً: “إنسحب! ورائي! يا شيطان، فأنت لي حجر عثرة، لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر”.

لنفكر في الأمر، تابع البابا فرنسيس يقول: ألا يحدث الشيء نفسه لنا أيضًا؟ نحن نكرر قانون الإيمان ونقوله بإيمان. ولكن إزاء تجارب الحياة القاسية يبدو أن كل شيء يتأرجح. لدينا نزعة الاحتجاج مع الرب، لنقول له أن هذا ليس عدلاً، وأنه يجب أن تكون هناك طرق أخرى أكثر وضوحًا وأقل إرهاقًا. نحن نعيش تمزق المؤمن الذي يؤمن بيسوع ويثق به؛ ولكنه في الوقت عينه يشعر أنه من الصعب أن يتبعه ويغريه البحث عن دروب أخرى غير درب المعلِّم. لقد عاش القديس بطرس هذه المأساة الداخلية، وكان بحاجة للوقت والنضوج. في البداية ارتاع بطرس من فكرة الصليب، ولكنه في نهاية حياته شهد للرب بشجاعة، لدرجة أنّه جعلهم يصلبوه – حسب التقليد – رأساً على عقب.

أضاف الحبر الأعظم يقول لقد مرَّ بولس الرسول أيضًا بنضج بطيء للإيمان، وعاش لحظات من عدم اليقين والشك. وظهور القائم من الموت على طريق دمشق، والذي حوَّله من مضطهدٍ إلى مسيحي، يجب أن يُنظر إليه على أنه بداية مسيرة استوعب فيها بولس الرسول الأزمات والإخفاقات والعذابات المستمرة لما يسميه “شوكة في الجسد”. إن مسيرة الإيمان ليست نزهة أبدًا، بل هي مُلزمة، وفي بعض الأحيان صعبة: حتى بولس، بعد أن أصبح مسيحيًا، كان عليه أن يتعلم أن يكون كذلك حتى النهاية بطريقة تدريجية، لاسيما خلال لحظات المحنة.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول في ضوء خبرة الرسولين القديسين بطرس وبولس، يمكن لكل فرد منا أن يسأل نفسه: عندما أعترف بإيماني بيسوع المسيح، ابن الله، هل أفعل ذلك مدركًا أنّه عليَّ أن أتعلم على الدوام، أو أفترض أنني “قد فهمت ُكل شيء”؟ كذلك: في الصعوبات والمحن، هل أشعر بالإحباط، هل أشتكي، أم أتعلم أن أجعل منها فرصة للنمو في الثقة بالرب؟ في الواقع يكتب بولس إلى تيموتاوس إنَّ الرب ينجينا من كل مسعى خبيث ويخلصنا فيجعلنا لملكوته السماوي. لتعلمنا العذراء مريم، سلطانة الرسل، أن نقتدي بهم من خلال التقدم يوميًّا على درب الإيمان.

منقول من موقع راديو الفاتيكان